أخبرني أحد الأصدقاء من المنطقة الشرقية قال:أخبرني قريب لي قائلا:
كان عندنا ممرض مصري في مركز الرعاية الصحية الأولية يدعى العم سعيد....وكان في حوالي الخمسين
من العمر...وكان محبوبا من الجميع بخفة دمه....
استمر عمله في المركز سبعة أعوام ثم أنهي تعاقده ورحل إلى موطنه....
يقول:وبعد عدة سنوات حدث أمر لم يكن يتوقعه أحد....
فقد سافر العم سعيد الممرض ليعود طبيبا باسم آخر...
وذكر أنه لما وصل إلى مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة قالوا:سوف تعمل في المدينة الفلانية التي كان
عمل فيها سنوات عديدة...
فحاول التملص قدر الإمكان والتعذر بأعذار واهية....ولكنه آخيرا رضخ للأمر الواقع...
وكانت المفاجأة أنه لما وصل إلى تلك المدينة أخبروه بأنه سوف يتوجه للعمل في نفس المركز السابق...
فحاول بشتى السبل التهرب والتملص دون فائدة....
وجاء سائق المركز لينقل سعادة الطبيب من مديرية الشؤون الصحية بتلك المدينة إلى المركز الصحي...
وتفاجأ السائق حين رأى الطبيب...وصاح على الفور:
عم سعيــــــــــــــــــــــــــــد!!!!!!....
فقال الطبيب:عم سعيد مين يا راجل...
أنا الدكتور فلان....
وحمله السائق في السيارة...وحين دخل المركز صاح بعض من رأه أيضاً:عم سعـــــــــــــــــــــــــيد!!!!!...
فانزعج وارتبك....ولكنه كان مصرا على أنه ليس العم سعيد....ويخلق من الشبه أربعين على قول إخواننا
المصريين....وأما في أيامنا هذه فيخلق من الشبه ثمانين...
دخل السائق مذهولا إلى مكتب المدير....وقال:عم سعيــــــــــــــد بشحمه ولحمه وعصبه وعظمه....
ويقول:إنه الدكتور فلان!!!!!...
طلب المدير-وكان ذكيا-العم سعيد-عفواً-الدكتور فلان.....واستقبله بحفاوة...ثم طلب من أحد الأطباء أن يقوم
معه بجولة للتعرف على أقسام المركز....
وخرج العم سعيد-أقصد الدكتور فلان-صحبة ذلك الطبيب...وتبعهما المدير...وبينما كان يسيران في أحد
الممرات...نادى المدير بصوت عال خلفهما:عم سعيد....
فالتفت العم سعيد تلقائيا نحو الصوت....
وكرر المدير وهو ينظر إليه وقد اقترب منه:عم سعيد....
فقال:لو سمحت...أنا الدكتور فلان....
فاستدعاه إلى المكتب وخلا به وقد أغلق الباب....
وقال:أنت العم سعيد بشحمك ولحمك....حتى لوهبطت علينا بمركبة فضائية.....
ونحن يا عم سعيد لم تهن علينا عشرة سبع سنين قضيتها معنا ممرضا وعاملاً في مركزنا...
لو سمحت:أنا الدكتور فلان...ومين العم سعيد دا الي بتتكلم عنه....
أنا ما أعرفش حد بالاسم دا خالص....
أنت العم سعيد...
أنا مش العم سعيد...
أقولك:أنت العم سعيد...وبلاش لف ودوران....
يا فندم....والله العظيم....أنا الدكتور فلان....وبعدين أنا أرجوك...كفاية لحد كده....إذا ما كنتش مستريحلي
أشتغل معاك....خلاص سيبني أشتغل في أي مكان تاني....
أنت العم سعيد....والله لو تطلع لو تنزل لو تجيب حتى شهادة من الأمم المتحدة-حلوة الأمم المتحدة-إنك ما
غيرك عمنا سعيد....
أرجوك يا فندم...كفاية لحد هنا....أنا ما اسمحلكش أكثر من كدا....
تسمحلي وإلا ما تسمحلي....أنت عم سعيد ولازم تعترف...وإلا أحلت أوراقك إلى المباحث الجنائية...
وإن اكتشف أمرك....سوف تسجن وترحل....
يا عم سعيد....نحن بينا عيش وملح....وعشرة طويلة....وأنت أمامك خياران:
إما أن تحزم حقاءبك وتعود أدراجك إلى بلدك بدون شوشرة ولا من شاف ولا من دري....
أو أن تحال إلى التحقيق...وتتحمل بعد ذلك ما سوف يحصل لك....
انهار العم سعيد سريعا....وأقر بأنه العم سعيد.... وأخذ يبكي....ويتوسل إلى سيادة المدير وأنا في عرضك
وطولك....استر علينا ربنا يسترها عليك....
وعاد العم سعيد إلى بلاده....
ترى كم عم سعيد لم يكتشف حتى هذه اللحظة في القطاع الصحي وفي غير القطاع الصحي يا معشر السادة
القراء؟؟؟؟....